التوازن بين العمل والحياة | 13 استراتيجة ناجحة لحياة أفضل
التوازن بين العمل والحياة، ليس بالأمر الهين على الإطلاق تحقيق التوازن بين العمل والحياة خصوصاً إذا كنت تعمل من المنزل فأنت تدرك جيدا ًمدى صعوبة تحقيق هذا التوازن وفصل العمل عن حياتك الشخصية حيث يُعد منزلك هو مكتبك مما يطمس الحدود التي يجب وجودها بين حياتك الشخصية والمهنية مما يبعث في نفسك بعض الشعور بالإحباط وخيبة الأمل، إذاً كيف تحقق التوازن بين العمل والحياة وترسم حدوداً واضحة بين حياتك المهنية والشخصية؟ هذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل.
فوائد تحقيق التوزان بين العمل والحياة
إذا قررت عزيزي القارئ عقد النية على التخلص من العشوائية وتحقيق التوزان بين الحياة الشخصية والمهنية فأنت ستنعم بالعديد من الفوائد جراء تحقيق التوازن بين العمل والحياة كالتالي:
جهد أقل
إذا كنت غير قادر على تحقيق التوازن بين العمل والحياة فإن شعور الإرهاق هو رفيقك الدائم لأنه لن تحصل على الراحة الكافية لإعادة شحن بطاريتك بالكامل مما يجلب إلى نفسك الشعور بنفاذ الطاقة والضيق.
وعلى النقيض يُساعدك تحقيق التوزان بين العمل والحياة على منحك الاستراحة الكافية لإعادة شحن بطاريتك والعودة إلى العمل بكامل نشاطك وحيويتك حيث يُمكنك أخذ استراحة قليلة من العمل للخروج للتنزه مع الأصدقاء أو قضاء بعض اللحظات الدافئة مع العائلة أو حتى أخذ قيلولة.
والأفضل من ذلك كله، فأنت ستتخلص من الشعور بالقلق وتصبح أكثر قدرة على مواجهة تحدياتك المهنية خلال ساعات العمل العادية لأنك منحك الأولوية لاحتياجاتك الشخصية التي ستعود عليك بالعديد من الثمار الإيجابية في النهاية.
زيادة الأداء الوظيفي
من أكثر الآثار السلبية العائدة على عدم تحقيق التوازن بين العمل والحياة هي الشعور بالنفور من العمل فلا أحد يحب أن يقضي أكثر من 50 ساعة في الأسبوع في العمل لأن ذلك يُنافي طبيعة النفس البشرية التي تميل إلى الراحة أكثر من العمل.
وعلى النقيض، يُساعدك تحقيق التوازن بين العمل والحياة على إبقاء شعلة حماسك مُتقدة باستمرار مما يُساعد بشكل كبير على تحسين الأداء الوظيفي وقضاء وقت أقل في انجاز الأعمال.
اقرأ أيضاً: ” ما هي أكثر المشاريع الصغيره نجاحا؟ 10 أفكار مشاريع صغيرة لعام 2023“
تحقيق السعادة
يمنحك تحقيق التوازن بين العمل والحياة الاحساس بالسعادة التي تُعد مهمة لصحتك العقلية وبالتالي لحياتك المهنية حيث يمنحك الاحساس بالسعادة القدرة على الإبداع وتكوين المزيد من العلاقات في نطاق العمل وجني الكثير من المكاسب والتمتع بالنشاط والصحة البدنية.
والأمر الأكثر إثارة هنا أن أحد الدراسات التي أٌجريت مؤخراً أكدت الدور الفعّال الذي يُحققه تحقيق التوزان بين العمل والحياة في منحك احساس السعادة والذي يُعد أحد الأسباب القوية التي تجعل هذا الهدف في قائمة أولوياتك.
اقرأ أيضاً: “12 فكرة مشروع صغير | ابدأ مشروعك الخاص بأقل التكاليف “
انتاجية أكبر
إذا كُنت تعتقد عزيزي القارئ أن بقائك لعدد ساعات أكبر في العمل سيجعلك أكثر انتاجية فإن اعتقادك ليس في محله لأن هناك الكثير من الأبحاث التي أٌجريت مؤخراَ والتي تُنافي هذا الاعتقاد بقوة ويقترح الكثير من الخبراء أنه إذا زادت عدد ساعات العمل عن 35 ساعة في الأسبوع تبدأ الانتاجية في الانخفاض.
كما يعتقد العلماء أن الأشخاص الذين يُعانون من الارهاق نظراً لافتقادهم القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة يكونون أقل كفاءة على الرغم من قدرتهم على إنجاز العمل بكفاءة عالية في بداية اليوم ولكن مع مرور اليوم يبدأ تركيزهم في التدهور وتزيد احتمالية ارتكابهم المزيد من الأخطاء ويبدأ مستوى انتاجيتهم في التباطؤ والتراجع لأنهم مضطرون على إعادة انجاز الأعمال.
وفي كلتا الحالتين، يُعزز ذلك مدى ضرورة تحقيق التوازن بين العمل والحياة فعندما تكرث المزيد من الوقت لحياتك الشخصية فإنك تعود إلى العمل بكل طاقتك وحيوتك وكامل تركيزك وكفاءتك وبالتالي يُمكنك إنجاز المزيد من الأعمال في وقت أقل والذي يُعود بالفائدة ليس عليك فحسب ولكن أيضاً على صاحب العمل.
اقرأ أيضاً: “كيف ابدا مشروع صغير من الصفر؟ 10 خطوات لبدء مشروعك الصغير “
صحة بدنية أفضل
من أهم الآثار السلبية لفقدان القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة هي الإجهاد وقد أثبتت الدراسات مدى تأثير الإجهاد على جهاز المناعة وتفاقم الكثير من الحالات الطبية ويزيد من احتمالية تعاطي المخدرات للتخفيف من حدة هذا الاجهاد.
فإذا كنت من الأشخاص التي تفقد القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة فمن الوارد جداً أنك لا تحصل على قسط كافٍ من النوم وعلى الرغم من عدم كون ذلك أحد المشاكل الكبيرة لديك فإن الحرمان المزمن من النوم في الواقع أمر في غاية الخطوة نظراً لآثاره الصحية السلبية مثل أمراض القلب والاكتئاب والشيخوخة المبكرة والسكري وارتفاع ضغط الدم.
بعد تعرفك عزيزي القارئ على فوائد تحقيق التوازن بين الحياة والعمل دعنا نأخذك في جولة حول 13 استراتيجية لإبقاء التوازن بين العمل والحياة.
استراتيجية لإبقاء التوازن بين العمل والحياة
الترشيد من استخدام التكنولوجيا
التكنولوجيا رائعة إلا إنها له دور أساسي في طمس التوازن بين الحياة والعمل، فأنت طيلة الوقت تتلقي رسائل البريد الإلكتروني من صاحب العمل، ورسائل نصية من زملائك في العمل، وتستمع إلى رسائل البريد الصوتي في عطلة نهاية الأسبوع كل هذا يبعث في نفسك احساس بأنك تعمل طيلة الوقت وهذا ليس مُحبطاً فحسب بل مرهقاً للغاية.
فإذا أردت تحقيق التوزان بين الحياة والعمل ستحتاج إلى القليل من الانفصال عن التكنولوجيا مثل كتم التنبيهات ورسائل البريد الإلكتروني من العمل في وقت راحتك وعمل هاتفك في وضع الصمت كل هذا سيساعدك في الفصل بين مشاكل العمل والمنزل.
وضع حدود
يُعد وضع حدود شخصية ومهنية واضحة من أفضل الطرق في الفصل بين مشاكل العمل والمنزل لأنها تتعزز من تحقيق التوزان بين الحياة والعمل ولتعزيز هذه الحدود عليك بإخبار عائلك واصدقائك أنك لن ترد على أية مكالمات أو رسائل نصية خلال ساعات العمل إلا في حالات الطوارئ فقط.
وعليك أن تضع في اعتبارك عزيزي القارئ أنه عليك التمسك بهذه الحدود بمجرد إنشائها وإلا لن يكون لديها تأثير كبير في حياتك ولن تُساعدك بشكل كبير في الفصل بين مشاكل العمل والمنزل.
قم بإنشاء مساحة فعلية للعمل
تُساعد إنشاء مساحة فعلية للعمل على تحقيق التوازن في حياة الإنسان بمعنى تحديد مساحة فعلية للعمل خصوصاً إذا كنت من أحد الفريلانسر ويعني وجودك في هذه المساحة أنك تعمل الآن.
وتُعد إنشاء مثل هذه المساحة تحدياً كبيراً خصوصاً إذا كُنت تمتلك شقة صغيرة فهذا يعني أنه عليك أن تلقي العنان لعقلك في التفكير في العديد من الحلول الإبداعية للتخطيط للعمل مثل استخدام مكتب مدمج مع خزانة كتب وما إلى ذلك.
العمل خارج المنزل
يُعد الحفاظ على دورة التوازن بين العمل والحياة أكثر صعوبة في المنزل لأنك ستضطر التعامل مع أفراد أسرتك خلال ساعات العمل خصوصاً في حالة وجود أطفال في المنزل سيكون الأمر أكثر صعوبة بكثير فإذا كان هذا السيناريو مألوفاً جداً لك فيُمكنك العمل خارج المنزل للاسترخاء من كل هذه المشتتات.
وللاستفادة من هذه النصيحة ضع سماعات أذنك وابحث عن أحد مشاريع الكوفي شوب التي توفر مساحة هادئة مع واي فاي أو مكتبة أو حديقة عامة أو أحد مساحات العمل المشتركة أو حتى الذهاب للعمل في منزل أحد الأصدقاء الذي يُشاركك نفس اهتماماتك.
التأمل
قد يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ ما علاقة التأمل في الحفاظ على دورة التوازن بين العمل والحياة، قبل أن نجيبك على هذا السؤال يجب أن تضع في اعتبارك أن الكفاح من أجل تحقيق التوازن في حياة الإنسان فإنه سيزيد من مشاعر القلق والتوتر والإحباط وهنا تكمن الفائدة الكبرى في التأمل.
حيث أثبتت أحد الدراسات التي أٌجريت مؤخراً دور التأمل الفعال في تغيير طبيعة عقلك بطريقة تخلصك تماماً من كل المشاعر السلبية بالقلق والاكتئاب كما أن لها دورها الفعال في زيادة التركيز ونتيجة لذلك يُساعدنا التأمل بشكل كبير في التركيز في أعمالنا الحالية.
اقرأ أيضاً: ” ما هى خطوات انشاء علامتك التجارية الشخصية من الألف إلى الياء“
تعيين ساعات مُحددة للعمل
إذا أردت الإبقاء على تحقيق دورة التوازن بين العمل والحياة عليك السير في جدول زمني مُحدد لأن المرونة في ساعات العمل لن تكون في صالحك كما في ظاهر الأمر لأنه بدون جدول زمني مُحدد وبدون رسم خطة عمل واضحة يُمكن أن تمتد ساعات عملك.
احتفظ بحسابات بريد إلكتروني مُنفصلة
إذا أردت تحقيق الموازنة بين حياتك المهنية والشخصية عليك بالفصل بين رسائل البريد الإلكتروني المهنية والشخصية لذا عليك بعمل حسابي بريد إلكتروني منفصلين أحدهما للعمل والآخر شخصي وفتح كل واحد منهم في الوقت الصحيح.
افصل بين حياتك المهنية والشخصية
إذا أردت تحقيق الموازنة بين حياتك المهنية والشخصية عليك الفصل تماماً بين حياتك المهنية والشخصية فعلى سبيل المثال إذا كنت تلجأ دوماً إلى متابعة أخبار العمل خلال وقت راحتك استرخ وافصل.؟
تطوير روتين صباحي ومسائي
يُعد تطوير روتين صباحي ومسائي من أفضل الطرق لتحقيق الموازنة بين حياتك المهنية والشخصية حيث أثبتت العديد من الدراسات مدى فائدة طقوس الصباح والمساء في بعث العديد من المشاعر الإيجابية في نفوس أصباحها لأنها ستضع حدوداً واضحة حول وقت بداية ونهاية عملك.
فسوف يُساعدك احتساء فنجان القهوة الصباحي وممارسة الرياضة وأخذ شاور صباحي في انطلاق صباح مليئة بالنشاط والحيوية، وعندما تقترب من نهاية عملك ابتعد عن مكتبك وأفعل شيئاً مُفيداً يُساعدك على التخلص من الضغط مثل قراءة الكتاب أو التأمل في الطبيعة وما إلى ذلك.
قلل من الاجتماعات
تعمل الكثير من الاجتماعات في بيئة العمل على التطفل على الخصوصية بشكل كبير لأنك مُجبر على العمل مساءً وفي عطلة نهاية الأسبوع حتى تتمكن من إنجاز العمل الحقيقة لذا تُعد من أهم الحلول المُقترحة لتحقيق التوازن بين الحياة والعمل هي التخلص من الاجتماعات غير الضرورية.
خذ إجازة
قد تحتاج قليلاً إلى أخذ قسط من الراحة والابتعاد عن بيئة العمل فإذا كنت مريضاً أو مكتئباً أو تُعاني من الكثير من المشاعر السلبية فإنه لا يوجد وقت أفضل من الآن للابتعاد قليلاً عن ضغوط العمل حتى لا تقلل من انتاجياتك وتنقل هذه المشاعر لزملائك.
ممارسة الرياضة
لا بأس من إضافة 20 دقيقة يومياً إلى جدولك الزمني للابتعاد قليلاً عن ضغوط العمل حيث أثبتت الرياضة دورها الفعال في تحقيق التوازن بين العمل والحياة والتخلص من مشاعر التوتر و التأهيل النفسي للانفصال عن العمل.
اجعل تحقيق التوازن بين العمل والحياة في أولوياتك
يكمن السر كله في تحقيق التوازن بين العمل والحياة في عزم النية القوية النابعة من القلب لتحقيق ذلك ووضع هذه الرغبة في قمة أولوياتك باتباع كافة النصائح التي تم ذكرها سابقاً حيث يعمل تحقيق التوزان بين الحياة والعمل على التخلص من كافة مشاعر الكسل والاحباط والتوتر وإبدالها بمشاعر السعادة والأمل التي لها دورها السحري في إنجاز الأعمال بكفاءة عالية وتحسين الانتاجية بشكل كبير.
وفي ختام مقال التوازن بين العمل والحياة إذا أردت أن تصبح أكثر انتاجية وتتخلص من كافة المشاعر السلبية وتستبدلها بالكثير من الطاقة والحيوية فأنت الآن في المكان الصحيح فقط عليك تنفيذ كافة النصائح السابق ذكرها وراقب تغير حياتك للأفضل.